مقالات

الضحك على الذقون .. والتنصل من المسؤولية

فاضل الغانمي / م . وكالة nbs  نيوز
لازالت جثث شهداء فاجعة الكرادة متفحمة تحت الانقاض ولم ينتشلوها لحد هذه اللحظة ، ومازال العديد من الجرحى الذين تم انقاذهم مختفين عن الانظار ولا احد يعرف اين حلّ بهم المصير بعد الفاجعة الاليمة ، ولازالت العملية الجبانة التي استهدفت الابرياء في الكرادة متشابكة الخيوط ولايعرف تفاصيلها ، وهذا ان دلّ على شيء فإنه يدل على ان الموضوع برمته محاط بهالة كبيرة من التعتيم ، وان الجريمة اكبر مما تناقلتها وسائل الاعلام ، وقد تكون اكبر من حجم قوات أمن بغداد التي عجزت عن الاحاطة بخيوط الجريمة وملابساتها ، كل هذه الامور تدعو الانسان الى التوقف والتأمل طويلا لما يجري في البلد من ارهاب وتطاول على حياة الابرياء ، كما نجد ان البعض من المحسوبين على الشيعة يلتزمون الصمت إزاء هذه الجريمة وبعضهم يتهم البعض الاخر بمختلف التهم وكأن الحادث لايعنيهم لامن قريب ولا من بعيد ، وازاء هذه التطورات الخطيرة في الموقف المتذبذب والمتشابك ، اضحت الحكومة عاجزة وبكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى في التخفيف عن آلام الناس وامتصاص لحظات الغضب الحرجة بحكمة او حنكة تدل على مدى اهتمام هذه الحكومة بشعبها وابنائه المفجوعين في هذه الحادثة ، فنجد ان رئاسة الجمهورية تتقاذف التهم مع وزارة العدل في المصادقة على احكام المحكومين بالاعدام وهي بصدد رفع قضية جزائية بهذا الخصوص ، في الوقت الذي يقدم وزير الداخلية استقالته لاسباب غامضة لاتشفي غليل المفجوعين في حادثة التفجير وكأن قضية تقديم الاستقالة هي هروب عن كشف الاوراق واعادة ترتيبها بطريقة تنمُّ عن وعي بمجريات الامور فالاستقالة في هذا الوقت تضع الكثير من علامات الاستفهام كونها صدرت بعد اجتماع مع السفير الامريكي الذي استمر لساعات على خلفية بعض الامور التي قام بها افراد الداخلية في البصرة بعد رسمهم للعلم الامريكي وجعله سجادة يمر عليها المستعرضون في يوم القدس العالمي ، أما مافعلته رئاسة الوزراء فلا يقل خجلا عما قامت به رئاسة الجمهورية ووزير الداخلية المستقيل ، فقد قامت رئاسة الوزراء الموقرة وكإجراء روتيني ساذج بإعدام خمسة من افراد داعش في الوقت الذين نجد فيه هناك آلاف المحكومين بالاعدام من افراد عصابة داعش الارهابية ، ان ماقامت به الحكومة وعلى كافة مستوياتها ما هو الا ضحك على الذقون وتنصلٌّ من تحمل مسؤولية الدم المستباح في الكرادة وغيرها من المناطق المنكوبة .

Hits: 0

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى