في 33 يوما .. تحررت الفلوجة

فاضل الغانمي / مدير nbs نيوز
بعد سنوات من سقوط الفلوجة بيد القاعدة ربيبة الاحتلال ومرتزقة حزب البعث ، والمحاولات التي جرت لتحريرها والتي باءت بالفشل الذريع وعدم الوصول الى قلعة الارهاب والتكفير ، عمدت الحكومة العراقية السابقة وعن طريق مشروع المصالحة الوطنية بمحاولة اعادة الفلوجة الى احضان الوطن ، ولكن كل هذه المحاولات لم تعيدها الى احضان البلاد ، فكانت منصات الشر التي نصبت في الفلوجة مدعاة للقتل والتكفير والتهديد بمحاولة الدخول الى بغداد تحت يافطة (قادمون يابغداد) والتي اخذت صداها في الاعلام المغرض والمعادي للعملية السياسية في البلاد ، وبعد انتكاسة حزيران وسقوط ثلاث محافظات بيد داعش البديل للقاعدة ولاذناب البعث المقبور ، شرعت المرجعية الدينية باتخاذ الاجراءات السليمة تجاه الوضع الذي اخذ يزداد سوءا يوما بعد آخر ، وبعد اطلاق فتوى الجهاد الكفائي كان لزاما على الحكومة العراقية ان تعيد ترتيب اوراقها باحتضان الخيرين لتؤسس هيئة الحشد الشعبي الذي ارعب اسمه المحتلين والمرجفين والخانعين ودواعش السياسة المنضوين تحت خيمة الحكومة والبرلمان ، فانطلق الحشد في التحرك وضمن خطة مدروسة وموضوعة باحكام لتحرير كل شبر من ارض العراق ، ورغم قلة الامكانيات وضعف التسليح سجل الحشد الشعبي اروع صور الملاحم في كل المعارك التي خاضها ، ومن خلال الحسابات العسكرية الدقيقة ان تحرير الفلوجة وكسر شوكة داعش فيها كان من الامور المهمة لتأمين حزام بغداد والتخلص من السيارات المفخخة التي قتلت الابرياء في بغداد والمحافظات ، وبعد التحضيرات انطلقت عملية 15 شعبان لتحرير الفلوجة بعد احكام قبضة القوات الامنية عليها من جميع الجهات وقطع كافة الامدادات ، ان معركة تحرير الفلوجة استمرت 33 يوما وهذا الرقم له دلالة كبيرة فهو رقم مبارك سجل به حزب الله لبنان نصره على الكيان الصهيوني عام 2006 خلال 33 يوما ، ان معركة الفلوجة لم تقتصر على القوات الامنية والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية فحسب بل انها معركة اشترك فيها كل الخيرين من ابناء الشعب العراقي ، فمعركة تويتر في الاعلام الالكتروني سجلت نصرا كبيرا على الدواعش فضلا عن المعارك الالكترونية الاخرى ، كما ان دماء الشهداء الذين اعدمهم الدواعش في الفلوجة ودعوات الخيرين من ابناء الشعب العراقي في شهري شعبان ورمضان المباركين كان لهما الاثر الكبير في اسقاط قلعة الارهاب والتكفير والى الابد .
Hits: 1