ثقافة

رواية حدائق الرئيس …

للروائي محسن الرملي 
في بلد لا موز فيه ، استيقظت القرية على تسعة صناديق موز، في كل واحد منها رأس مقطوع لأحد ابنائها ، بهذه العبارة يبدأ محسن الرملي روايته ، حدائق الرئيس .
تبدأ رحلة شخوص الرواية وأبطالها الثلاثة ( عبد الله كافكا و طارق المندهش وابراهيم قسمه ) من قرية صغيرة في محافظات العراق الغربية هذه المرة وليست الجنوبية كما تعودنا على الكثير ممن يسردون بحكاياتهم شجون وصرخات المظلومين ومن عاش على هامش الحياة إبان فترة الحكم الديكتاتوري 1980 -2003 ، سيف الظالم لاينحصر بمكان ، يطال الجميع ، قد تشتد وطأته في مكان ما ويزداد حدة وشدة في مكان آخر ، لكن سرعان ماتتغير وتكون عكس ذلك ، اختياره لهذه القرية المحصورة بين سامراء وبلد وبيجي ، لم يكن بالمصادفة ، حتى وان لم تكن موجودة واقعاً، لكنها اقرب الى خيال الكاتب خصوصاً اذا عرفنا ، ان الرملي من مواليد محافظة نينوى / الشرقاط 1967،
أزيز الرصاص والطائرات ودخان المعارك ، قمل الخنادق والدماء ، الجثث المحترقة للجنود الايرانيين والعراقيين على حدود البلدين في حرب الثمان سنوات ، معاناة الأسرى العراقيين في اقفاص الأسر ، لم يسهب به راوٍ اخر كما نجده في هذه الرواية ، كون الكاتب متحرراً بعض الشئ من تأثير التعاطف مع الجانب الايراني اسوة ببقية كتاب الرواية العراقيين ، ( ابراهيم قسمه ) الذي عمل في حدائق الرئيس دفن بيديه الكثير من ضباط قصر الرئيس الذين لم ترحمهم توسلاتهم بحبيبهم القائد ،
جرائم الرئيس ، شروره ، غروره ، اغتصابه لزوجات ضباط القصر الجميلات ، سخطه وغضبه ، وحدائقه الغرائبية ذكرها الرملي واسهب في ذكرها ، سنوات الحصار ، حروب الخليج الاولى والثانية والثالثة ، اتقن فن حكايتها ، جعل منها توثيقاً لفترة حكم الرئيس في العراق .

Hits: 16

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى