مقالات

الدنيا بلا أمريكا أجمل وبلا ترامب أفضل

الحسين كريمو

المتطلع والناظر بعيون فاحصة وخبيرة وقارئة للتاريخ الحديث يجد أن العالم القديم الذي يُطلقونه على القارات الثلاثة الأولى فيما نعرف وهي (آسيا، وأوربا، وأفريقيا)، هي الأرض التي كانت مهبط أبو البشر الأول آدم وزوجته حواء (ع) وفيها كان التكاثر والتناسل ومنها انتشر البشر منذ ذلك الحين ومازالوا يتناقلون ويتكاثرون ويتطورون وتنزل عليهم الأنبياء والكتب من السماء..
فالعالم وأم الدنيا هي هذه القارات وأما ما اكتشفه الرَّحالة المسلمون وظنوا أنهم في أطراف الهند البعيدة ومن بعدهم جاء كريستوف كولمبس بالصدفة حيث جرفه التيار والأمواج العاتية إلى طرف المحيط الآخر في 12 أكتوبر 1492م، فنزل في تلك الأرض ولم يعلم عنها شيء أيضاً.

ولكن من ذلك الزمن بدأت رحلة المعاناة لشعب تلك البلاد الأصليين من الهنود الحمر، حيث بدأت إبادتهم من قبل الوحوش الأوربيين البيض، وبعد أن أبادوهم عمدوا إلى شباب أفريقيا الفقراء السود وراحوا يصطادونهم كالوحوش وينقلونهم إلى أمريكا قسراً وقهراً حتى يعملوا لهم في مزارعهم ويخدموهم في بيوتهم فكانت المعاناة لشعبين الهنود الحمر أبيدوا، والفقراء السود استُعبدوا، وراح القتال والصراع في تلك المناطق الواسعة الشاسعة والتي تمتد من المحيط إلى المحيط لعدة قرون وذلك لأن الغزاة الأوربيون كانوا مجرمين وعنصريين، وما انتقل إلى أمريكا منهم إلا أصحاب السَّوابق أو الطموحات بالسرقة والنهب وعلى هذا الأساس كان قيام أمريكا الحديثة.

يبدأ تاريخ الولايات المتحدة منذ عام 1783م بعد حرب الاستقلال، وقد خرجت من هذه الثورة برقعة محدودة 13 ولاية وقوة بشرية لا تزيد على الأربعة ملايين، واشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 واستولت على فلوريدا من إسبانيا عام 1819م وضمت تكساس من المكسيك عام 1848م واستطاعت خلال زمن قصير أن تتحول إلى دولة كبيرة تسيطر على المحيطين الأطلسي والهادئ، وبدأت اتحاداً كونفيدرالياً قبل أن تتحول إلى فيدرالي، وما استقرت حدودها الحالية إلا قبل أقل من 150 سنة. (ويكيبيديا بتصرف)

هذه الدولة التي تتألف من خمسين دولة وعاصمتها واشنطن مستقلة لأنها للجميع لم يجمعها شيء لا في التاريخ، ولا في الأعراق، ولا في القوميات بل الذي جمعها القوة والمصالح المشتركة التي قامت منذ البداية على سرقة ونهب الشعوب وخيراتها وصبَّها في الداخل الأمريكي، ليُسكتوا الداخل المترهل والمتفكك والذي جعلوه يعيش حالة من العنصرية الجماعية على كل شعوب الأرض بالخداع والكذب الذي يبثونه لهم ويُسيطرون على عقولهم فيه، (أمريكا أولاً، وأمريكا أقوى)، وأكبر كذبة اعتمدوا عليها هي الديمقراطية المزيفة التي مارسوها بعد الحرب العالمية الثانية التي جعلت من أمريكا قوة عظمى على المستوى العالمي بعد جريمتها النووية في اليابان، حيث رسَّخت في أذهان العالم أنهم شعب لا يعرف الإنسانية، ولا تضبطه أخلاق، ولا قيم، وجاهزون لكل جريمة، فأرعبوا العالم وراحوا ينهبونه بالقوة ومَنْ يأبى أن يُعطيهم خيرات بلده يأخذونها منه بالحرب، والكذب المفضوح كما فعلوا في منطقتنا والعالم أجمع.

وجاء هذا المجنون المتغطرس الترامب من أبراج التجارة في نيويوك وراح يتعامل مع الأمم والشعوب كلها من منطلق المال فالذي يدفع يحميه والذي لا يدفع يفنيه، وجهاراً نهاراً قالها لبقر الخليج عندنا، وراح يحلبهم حتى آخر لحظة له في البيت الأسود، وقال: إنه يحب النفط والغاز وأنه يُريد حصَّته في سوريا والمنطقة وإلى الآن لم يشبع من سرقتها، فكان تعامله تعامل مافيا وعصابة وليس دولة عظمى تقود العالم للرفاه والاستقرار والتنمية المستدامة.
فالعالم بلا أمريكا كان واحة للأديان السماوية، وكان يسوده الفضائل والقيم والإنسانية إلا أن أمريكا قلبت كل الموازين في عهد ترامب وحكومته الهالكة، وسيذكر العالم هذه الحكومة الظالمة والحاكم المجنون إلى عقود وعهود وربما يكون ما بعدها يختلف عالمياً عما قبلها.

فالدنيا بلا أمريكا هي أجمل، وبلا ترامب وحكومته الظالمة هي أكمل وأفضل والله العالم.

Hits: 0

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى