- د. علي السعدي
في رواية الكاتب الفسلطيني أميل حبيبي (المتسائل) يصف فيها (مندلباوم) تلك البوابة المشؤومة ،التي استخدمت لتهجير الفلسطينيين ، حيث يُجبرون للمرور عبرها ، مع كل ما يتعرضون له من اذلال وتهديد – قد يصل القتل – اذا حاولوا العودة أو الاعتراض .
أما مندل دلوني ،فمطلع اغنية عراقية تراثية ، تصف حال العراقي التائه ، الذي يعاني من ذلك التيه ولايجد من يدلّه ،وقد (راحت عيوني ) أي ذهب بصره وما عاد يميز أي درب يوصله الى الأمان ، وكل الدروب تدّعي انها الأسلم والأحقّ بسلوكها .
اليوم يشهد العراقيون بوابة (مندلباوم ) تهددهم كل يوم بأن يخرجوا من أوهام الأمن والعيش بسلام ،ولن يعودوا اليها ، اذا لم يخضعوا للإصلاح قسراً ، والهتاف بحياة القائد الأوحد – المحّد يحبهم بكَده -.
ولأن العراقي اضاع المشيتين ،مع الكميات الهائلة من الفبركات والشعارات والتلفيقات والتهديدات ،ووُضع ضمن ((فسطاطين)) واحد يحمل كل الخير ومتلألئ بالأنوار الربانية والاصلاح الرحماني ، والآخر جمع كل ابالسة الارض لعرقلة عمل صاحب البوابة المؤدية الى الاصلاح ،لذا فالمزيد من الكراهيات والكراهيات ،حتى صرخ العراقي (مندل دلوني) درب أم صلاح منين .
Hits: 195