مقالات

حزب البعث يقود الاحتجاجات في العراق

النبأ الصادق / متابعة

نجح حزب #البعث بشكل ملفت في تحريك الشارع بكلفة بسيطة عبر منصات التواصل الاجتماعي وضعف الأجهزة الاستخبارية التي يديرها أشخاص تم تعيينهم بالواسطات الحزبية والعشائرية وعدم اكتراثهم لما يحدث.

ان ما يحدث هو ثمرة  التخطيط المتقن  بعناية من قبل حزب عمره ٧٢ سنة ،لحزب يجيد لعبة الانقلابات وتحريك الشارع بشكل غير مباشر رغم أن أعضائه قليلون.

في تسعينيات القرن الماضي كان #البعث يتوقع أن أمريكا ستسقط حكمه في العراق لأنه تمرد عليها وتجاوز الخطوط الحمراء باحتلال الكويت وغيرها، لذا تم عقد اجتماعات عدة للحلقات الحزبية في البيوت تحسبا لسقوط النظام ولضمان  استمرار التنظيم حيث لم تتوقع قيادة البعث آنذاك ان تظهر مواقع للتواصل الاجتماعي والانترنت.

 وعمليا بدأت هذه الاجتماعات بعد ٢٠٠٣ لكن بعد ظهور التواصل الاجتماعي تم الاستعاضة عنها بالكروبات والصفحات الوهمية وهي اقل كلفة وأقل خطرا عليهم من اجتماعات سرية قد تكتشف في اي فترة.

#البعث يراهن على النجاح و هو حزب لا يعرف اليأس فقد نجح في انقلاب ١٩٦٣ و تخفى بتسليم السلطة لعبدالسلام عارف الذي انقلب عليهم ثم عادوا تحت مظلة عبدالرزاق النايف في ١٧ تموز ١٩٦٨ ولكي لاتعاد تجربتهم المريرة مع عارف فقد طردوا النايف بعد ١٣ يوم فقط ليصبح انقلابهم تحت اسم (ثورة ١٧-٣٠ تموز التقدمية ).

تجارب ناجحة تستحق الإعادة لذا بدأت بصناعة رمز شيعي ضعيف هو عبد الوهاب الساعدي لأسباب عدة أولها أن الشيعة شعروا انهم أغلبية ولهذا من الصعب طرح اسم سني من الضباط فبدأت حملة لتلميع صورته على انه بطل حرب بالصور والدعاية ثم تبرع مجموعة من البعثيين في الموصل ببناء تمثال له تحت ذريعة الوفاء لهذا القائد وهو الأمر الممكن الضحك من خلاله على عقول الشيعة في وسط و جنوب العراق.

وعند نجاح الخطة يتم اغتيال الساعدي بعد اسبوع من الانقلاب ويتم تحويله إلى شهيد بعد أن يتم عرض مقابلة تلفزيونية للقتلة واعترافهم انهم عملاء لإيران وهي قصص درج عليها البعث أيام الخلاف مع سوريا حينما كان يعرض مقابلات لعملاء مفترضون لنظام الأسد. 

ويحرص #البعث على عدم العبث او الاصطدام مع مقتدى الصدر وذلك لاستخدامه كوسيلة للضغط والتحشيد لمظاهراتهم فهو الوحيد القادر على تحشيد الآلاف وقد يعرف او لا يعرف ان الكثير منهم لا يعتقد به وإنما هو تخادم غير معلن وغير متفق عليه لكنه مرغوب للطرفين .

#البعث يريد الفوضى والانقلاب والصدر مستمتع بتأييد الجماهير التي تمنحه الضغط على الحكومة للحصول على أكبر قدر من المغانم فهو يفاوض على المناصب وفي نفس الساعة يدعو الى التظاهرات ضد الحكومة.

#البعث يعلم جيدا أن الصدر هو عدو واضح له لكنه يستخدمه لكي يحقق أهدافه ثم ينقض عليه لاحقا مثلما حدث لعبدالرزاق النايف وصلاح عمر العلي وحردان التكريتي ثم في مرحلة لاحقة القضاء على الجناح المهم داخل البعث المتمثل بمحمد محجوب و عبدالخالق السامرائي وعدنان الحمداني وغيرهم.

ويدعم تحركات #البعث رغبة إماراتية وسعودية وإسرائيل في إسقاط النظام في العراق نكاية بإيران يعززه تمويل أمريكي خليجي لآلاف المنظمات المجتمع المدني التي تروج وتدرب المدونين كيفية الكتابة والنقد والتحريض في الفيسبوك وغيره ،، ويذكر ان ملايين الدولارات انفقت لهذا الغرض في عام ٢٠١٩ ،، ومن الأمثلة الواضحة معهد #صحافة الحرب والسلام الذي ينفق ١٠٠ مليون دولار سنويا في العراق وله مقرات فخمة في بغداد واربيل والبصرة والنجف …
السؤال..
 هل هناك اتفاق لهذه الدول و #المنظمات مع قيادة البعث ؟ 
الجواب .. نعم..

 لكنه اتفاق غير مباشر على هدف مشترك مثلما كان البعث يناغم أمريكا وبريطانيا ضد عبدالكريم قاسم ، لكنه اختلف معهم بعد استلام السلطة بعد مرور ٢٢ عاماً.

ويحرص #البعث ان يضع بصمة له في كل تحشيد جماهيري فمرة يضع صورة لصدام يحملها بعض الشباب او نشر صورة لعلم العراق بالنجوم الثلاثة وعبارة الله اكبر بخط صدام حسين وليس بالخط الكوفي! أما لماذا هذا الحرص؟

بالواقع  البعث يهمه التاريخ وان يثبت لاحقا انه الفاعل الأول في الساحة ولذلك سيحتاج هذه الصور لإثبات أن التحشيد او الثورة كما يحلوا له ان يسميها كانت عملا #بعثيا بامتياز .

Hits: 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى