ثقافة

الزمن يتجمد

آلاء عبد الحي/ العراق

إلى أين أمضي وكل الجهات تغتال عيني؟
إلى أين امضي وكل البيوت مقابر والشوارع سكاكين؟
تتحجر الطيور وتأفل الورود
أغصانها بنادق تطارد هيكلي العظمي اليافع
الذي يدفعني للغواية
الزمن يتجمد وللريح سياط
قلبي العاشق يناديك
لا رجال في قبيلتي وأنت سراب
في غيابك اتنفس الجحيم
تغويني النار وأفتح أزرارها
يشاطرني اللهيب تفحم أنفاسي
أردت أن أكون معك
بكامل انهياري بكامل حماقتي
حملتني زوبعة الحزن إلى شواطئك البراقة
توقد القناديل من دمعي
أنا اتبخر كلما مسني الغياب
وقلبي بركان اصابته لعنة الصراخ
بين اللحظة والأخرى ينتابني الجنون
اسكب النبيذ فوق صورتك
وأراقب توهجك في الظلام
ينهض ظلك من جفني الغافي
حاملا فانوسا وينصهر دمعي…
اغطس عميقا في روحي وداعب قيثارتي البكماء
ضع جمرك في كهفي سيبكي الشيطان بمرارة
اقطع أنفاسي بسيف ثغرك
وحين نأفل ينهمر الموت
فوق أرواحنا كالطحالب السوداء
بقايا ضباب أو أقداح كرستالية
تطفح بالخمر أرواحنا الخاوية
نغوص في النشوة بلا خوف من الآلهة
البرابرة يطاردون عطري
تتسابق النسوة على قطع غصني من شجرة القبيلة
سقطت عارية بلا اسم بلا شرف
أرسلت إلى الرب رسائل كثيرة
وبعثرتها العاصفة في كل الجهات
وبانت أكاذيب البوصلة لم أعثر على خطاك
استلهمت من الرب القلق
وكنت حذرة في ترتيل آياته
الفزع والحماقة ترسانة الحيارى
المتشظين في حروب الآلهة
ساومني الليل على أغصان الفجر المتفرعة في هامتي تبرق روحك كما الرعد
إلى أين أمضي..
وكل الطرق تهرع خلفي
ورجال القبيلة تمتطي الريح وتقلب الاتجاهات
بحثا عن خلخالي..
متمردة على الدماء الندية فوق السيوف
على شيخ القبيلة المخصي
على النسوة النائحات تحت القباب الفضية
لم أرى ظلا للتنين الشقي..
عائدة إلى البيت بصحبة الأزهار
أسخر من ظلي الموشوم على الجدار
تفرقع ذاكرتي وتعيدني سهوا إلى لحظة الغياب
كم أكره ملوك سلالتي
إنهم يطاردون ظلالنا ويضاجعوننا
حتى يسيل لعاب الفجر
حقا أشعر بالنبالة فأنا آخر النساء المتمردات
التي قتلت شيخ القبيلة بعد مضاجعته لعطري
في مقلع للحجارة تحت الشمس الحارقة
سمعت الرب يغني
أيتها الأرواح اهرعي
وانثري فوق الدروب عبق الورد
يا للدهشة من الصعب أن ترسم الألم
الذي يملأ داخلي مرآتي الزمردية
أخشى أن تنسى بوح وجهك

Hits: 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى