مقالات

شيرين ابو عاقلة !.

عمار البغدادي 

امس سقطت الزميلة شيرين ابو عاقلة شهيدة برصاص الاحتلال الاسرائيلي على بوابات مدينة جنين وبهذا تكون شيرين اول مراسلة فلسطينية تهوي كالنجمة في سماء الاعلام المقاوم وهي ذات المهمة التي تنهض بها قناة الجزيرة القطرية التي لاتستطيع فيها قطر قتال الاسرائيلي بالايدي والصواريخ انما تقاتلها بالكلمة وبشيرين ابو عاقلة !.
لقد اثبت الاعلام الحر احقيته الميدانية في الوصول الى مكان الجريمة والسقوط شهيدة في ذرات التراب القادم وهو القادر على توثيق الحدث وافساد متعة مشاهدة فيلم السهرة في اخر الليل على ضفاف غزة او تحطيم جثة فدائي هارب من المعتقل في ذاكرة المستوطنين وعلى الهياكل الكونكريتية للمستوطنات الاسرائيلية !.
ما جرى يجب ان يقابله اصرار على نهج الثورة لان الحدث اكبر من اغتيال صحفية عربية فلسطينية تعمل في قناة الجزيرة ومنع الاعلام من الوصول الى مكان الجريمة ان يندرج السلوك في اطار ارهاب الدولة وعنف الكيان اللقيط وهو يحاول اخفاء حقيقة الحرية بالقتل والاستهداف مرة ومرة اخرى باستهداف الكلمة وعقل الجزيرة الكامن بشيرين ابو عاقلة !.
قد يظن الاسرائيليون انهم استهدفوا الكلمة والتوثيق وادخلوا الرعب بنفوس الفريق الاعلامي في قناة الجزيرة ووسائل الاعلام العربية في اسرائيل لكن شيرين ابو عاقلة ستبقى رائدة الكلمة والقدوة الحسنة والرسالة الاعلامية المستمرة ولهذا رفعت الجزيرة وكل وسائل الاعلام العربية في اسرائيل صورة لابي عاقلة ومنشورا مصورا كتب تحته .. وتبقى التغطية مستمرة !.
ان الاعلام العربي في اسرائيل اصبح ضرورة وجودية يجب ان تستمر عبر الجزيرة والقنوات العربية الاخرى بهدف القاء الضوء على جرائم اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ولست مع منع هذا الاعلام عن ملاحقة الجريمة على ان هذا المنع ينطوي على رسالة مفادها استمرار غياب الكاميرا والمراسلين واهل الصحافة والاعلام من اجل استمرار الجريمة دون توثيق !.
لقد فتح اغتيال شيرين ابو عاقلة الباب واسعا امام هذه الضرورة والا لو كان الاعلام العربي ايجابيا ازاء اسرائيل وان الكيان يستفيد منه للقول بديمقراطية الدولة فلماذا تقتل شيرين ابو عاقلة على ابواب جنين ويسقط جنينها على باب المدينة ؟.
اليوم .. يوم تاريخي في حياة الشعب الفلسطيني والاعلام العربي المقاوم ويوم قطر وهي تخترق بوابات المدن الفلسطينية لتاكيد جرأة الاعلام العربي الشاهد وهو يرسم صورة المقاومة العربية بالاعلام بعد ان غادرت البندقية بوابات الانظمة العربية ولم تبق الا بندقية المقاومة في لبنان وعدسة شيرين ابو عاقلة في فلسطين .
كانت شيرين ابو عاقلة عين الحقيقة الفلسطينية في قناة الجزيرة وستبقى هذه العدسة العين المفتوحة على المأساة الفلسطينية وتجلياتها السياسية والاعلامية والعسكرية حتى بعد شهادتها .
من الممكن استثمار هذه اللحظة بالعمل على تأسيس اعلام مقاوم يتسمى باسمها ويعمل بنهجها ويدعم القنوات التلفزيونية التي تستمر بتغطياتها الاعلامية على مدار 30عاما مضت لهذا فان هذه الصحفية الشهيدة لم تكن مراسلة عادية تعمل بالواجب الوظيفي كانت الروح الفلسطينية التي استطاعت اقناع المجتمع العربي والدولي بعدالة القضية ومركزية وجودها في المشروع الاسلامي والقومي واستمرارها في قلوب المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية وتاريخها وشعبها وثورته الراسخة في عقل الامة.. وتبقى التغطية مستمرة .

Hits: 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى