عاممقالات

ليس في امريكا وحدها – قضاة شجعان د. علي السعدي

  • فائق زيدان أو إليونت نيس ؟؟
    آل كابوني ،رجل عصابات شهير ،هيمن على معظم المدن الأمريكية ، في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي ، وجعل من شيكاغو عاصمة لانطلاقه ، ارتكب جرائم مروعة ،أوقعت المئات من الامريكيين ، وكان الكثيرون يعرفون انه وعصاباته من ارتكبها ،لكنهم لايتكلمون خوفاً من بطشه ،ومن يجرؤ على الكلام ولو همساً ،يخطف ويقتل ، أما ضباط الشرطة والقضاة والصحفيين ،فكان يشتري من يضمن سكوته ،ومن يرفض ذلك ، يلاقي مصيراً مرعباً ،حيث تثقب جثته بعشرات الاطلاقات ،حتى يتشوه جسمه .
    وعلى ذلك ،وقف القضاء عاجزاً عن سوقه الى المحكمة ، بل وتجنب القضاة الخوض في ملفاته ، لكن المحقق الشجاع إليونت نس” صمم على ملاحقته وجمع الأدلة التي تسوقه الى المحكمة .
    واجه الكثير من المصاعب والمخاطر ،التي تزداد كلما حاول الاقتراب أكثر ،فعصابات أل كابوني ،باتت مبثوثة في كل مكان ،ووصل فسادها حتى الى مفاصل الدولة في كل اركانها ، ومع كل تلك العوائق ،جمع مايكفي من التهم المختلفة ،لتقديم آل كابوني الى المحاكمة ،وصدر عليه حكم بالسجن 11 عاماً ، كانت البداية لتراجع سطوته ونفوذه .
    في العراق ،نعيش وضعاً مشابهاً في بعض مفاصله ، فلدينا من يخطف ويقتل ،ويهدد ويشتري ، ويفرض هيمنته وسطوته ، ويتجنب كثيرون ذكر ما يفعله ، وراعاه كثيرون ،كما استولى على معظم مفاصل الدولة ،وفرض سطوته في الكثير من اركانها ومؤسساتها ، لكن ظهر في العراق ،ممن يفقون إليونت نس” في الشجاعة والاصرار .

Hits: 21

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى