مقالات

حادثة النصف متر و((دكتور)) النصف ساعه

د. علي السعدي
بعد انتصارات فيتنام الكبيرة ،على أمريكا وقبلها فرنسا ، وبمساعدة فاعلة من الصين والاتحاد السوفييتي – حينها – ، اصيب الفيتناميون بالثقة الزائدة والشعور المفرط بالقوة ، واعتقدوا انهم باتوا القوة الأكبر في آسيا .
قاد ذلك الى خلاف مع حلفاء الامس – الصين- وصل درجة التصادم العسكري – المحدود – .
يوما قال قائد صيني محذراً : قد يستطيع الفيتناميون ايلامنا في البداية ، لكننا في النهاية قادرون على هزيمة الوجود الفيتنامي برمته .
المقتدائيون لم يصلوا الى شهرة الفيتناميين- لا في مهارة القيادة ولا في سجلات الانتصارات الكبرى ،كما انهم لم يفرزوا قادة عسكريين بحجم الجنرال “جياب ” وسياسيين مثل – هوشي منّة – يسكن في كوخ ، ويأكل مما يزرعه بيده لقطعة أرضه الصغيرة ، كما لم يكسبوا احترام شعبهم – بل وتعاطف شعوب العالم – مثل الفيتناميين ، ومع ذلك طغت ثقتهم االزائدة على كل سلوكياتهم حتى تحولت عقدة نفسية تجاه كل من لايراهم كذلك .
أحد (( المحللين )) من جماعة تيار مقتدى ، تم تقديمه بلقب (دكتور) وباحث في الشأن السياسي ، وكما يقول المثل :أول هدته شرّم تراجيها ،فقد جفص بكلام لايليق حتى بطفل يلعب الدعبل في الشارع ” التيار بقيادة السيد مقتدى ،قادر على السيطرة على العراق بنصف ساعة ” هكذا حرفياً – نصف ساعة – فذكرني بفيلم حادثة النصف متر ،حيث يتوقف الاوتوبيس فجأة ، ما يجعل البطلة ترتمي في أحضان البطل ،مصادفة في البداية ، ثم بإرادتها وقناعاتها ، ما دامت الحكاية قد بدأت بنصف متر ،وهي المسافة التي قطعتها الفتاة ، لتقع في احضان الرجل .
لكن ذلك ((الدكتور)) لم يستطع قطع النصف متر من مسافة الوعي ،كي يصل الى نصف عقل ، الذي بقي من دونه.

Hits: 26

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى