مقالات

العلامة الشيخ عباس شمس الدين يغرد

السيّد الحائري؛ هو المرجع الذي أوصى الشهيد محمد الصدر بالرجوع إليه بعد أنْ عدّه (الأعلم من بعده)
في أكثر من عشرين موضعًا، ما بين مكتوب أو مرئيّ مسجل أو شفاهيّ للعامة والخاصة
ودعكَ من طنطةِ فلان وعلان
وسوء فهمِ علان وفلان
وغباءِ القائلين بسقوط التقليد.

وهو المرجع الذي كان (الداينمو الأعظم) في تحريك الشهيد محمد باقر الصدر لإنجاز واحد من أعظم الكتب العلمية في التاريخ الحديث؛ وهو (الأُسسُ المنطقية للاستقراء)
وهو الرجل الذي وصف بانه “عقل مجرد”.

الرجل الذي قدّم فلذة كبده للدفاع عن الاسلام (شهيدا ) ، فاثبت للتاريخ أنّ الجهاد بالمال والنفس والولد مما يسعى اليه مراجعنا العظام، ويصلُ بعضهم إليه بحسب التوفيق.

السيّد الحائريّ اليوم ببيانه العظيم الفذّ قد وضع جميع مَن يتصدّى للعمل الإسلامي في العراق أمام محكّ الالتزام الحقيقي، وفي مواجهة الورع الصادق في مجالات الأموال والدم.اء، وهي النتيجة اللازمة لتصدّي الفردِ لقيادة المجتمع أو أجزاء منه، فكل مدّع للتشيع قاد مجموعة من الناس في عمل إداري أو حزبي أو جهادي أو اقتصادي ملزمٌ بالرجوع إلى الفقيه جامع الشرائط لإبراءِ ذمته أمام الله تعالى، وإلا كان من الفسقة الذين لا يراعونَ حرمة الد.م، ولا يبالون بالمسؤوليات والذمم الشرعية الجسيمة المترتبة على أفعال من يقودونهم في الظلمات فيخرجونهم من النور.

بيان السيّد الحائري جرس إنذار خطير لجميع القياداتِ بأن يضعوا نصبَ أعينِهم أنّ طاعة المرجعية الواعية المبصرةِ الرشيدة شرط أساس لضمان طاعة صاحب الأمر (عليه السلام) وبالتالي طاعة الله تعالى، والفوز برضوانه، وإلا فخبطُ عشواءَ، وظلمات فوقَ ضلالات، وسيرًا حثيثًا إلى النار والعار .

جميع مَنْ يتصدّى باسم الإسلام لقيادة الناس باتَ ملزمًا -بأوضح صورة – أنْ يُبيّنَ للناس مرجعيته العقدية والفكرية حتى يُسفر الصبحُ لذي عينين، فلا يُتهم بقيادة فاسدة ظالمة غاشمة .

ختمَ السيّد الحائري مرجعيتَه بفعل نبيل مشرّف، وفتح الباب لغيرِه لفعل مثل فعله ، فلهُ أجرُها، وأجر ُ مَنْ عملَ بها إلى يومِ القيامة.

وقاهُ الله تعالى فيما بقيَ لهُ من أيام من ألسنة السُّوء، وعقاربِ الظَلمة، ونفثاتِ الفاسقينَ .

Hits: 212

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى